ماذا نعرف عن جدري القردة؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرا جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي لثاني مرة خلال عامين، وذلك عقب امتداد تفشي الوباء الفيروسي من جمهورية الكونجو الديمقراطية إلى دول مجاورة، إضافة إلى تسجيل حالات إصابة في دول أوروبية.
وقال الدكتور محجوب العوني المختص في علم الفيروسات إنّه تمّ اكتشاف جدري القردة منذ أكثر من 65 سنة، حيث تمّ تسجيل إصابات لدى مجموعة من القردة في هولاندا تستخدم في الأبحاث العلمية في سنة 1958، قبل أن يظهر في عدة حوامل أخرى منها القوارض.
وفي العام 1970 وقع اكتشاف أول حالة عند الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية (الزايير سابقا)، قبل أن ينتقل إلى دول وسط وغرب إفريقيا ولاحقا في أوروبا وأمريكا.
وأوضح العوني أنّه تطرأ على الفيروس طفرات ولكن ليس بسرعة طفرات الفيروسات من نوع ARN.
وتمّ أوّل إعلان وبائي لهذا الفيروس من قبل منظّمة الصحة العالمية في 2022، وعلى اثر ذلك انطلقت رقابة لصيقة للفيروس.
و تقلص المرض بعد استعمال التلاقيح المضادة للجدري البشري الذي يوفّر مناعة ضدّ جدري القردة بـ 80 بالمائة كما يقلّص من أعراض المرض إلى حدّ كبير.
ولكن بتقلّص استعمال تلك التلاقيح عاودت حالت الإصابة إلى الظهور في سبتمبر 2023 في اوروبا وفي امريكا.
كيف تنتقل العدوى
وتنتقل العدوى بهذا الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، وبانتقاله إلى الإنسان يصبح هذا الأخير بدوره ناقلا للعدوى عن طريق الرذاذ أو أي سائل بيولوجي آخر والعلاقات الجنسية وخاصة العلاقات المثلية ، وهو ما أدى إلى ظهور الكثير من حالات الإصابة في أوروبا.
الأعراض
وتدوم فترة الحضانة 12 يوما وترافقها اوجاع في الرأس وحرارة وإرهاق من يوم إلى 4 أيام، ثمّ يصاب المريض بالتهاب من اسبوع لأربعة أسابيع وتظهر الحبوب على الجلد وتتركّز أكثر في الأعضاء التناسلية. و يسبّب المرض أيضا انتفاخا في العقد اللمفاوية.
كما أنّ المادة التي تفرزها هذه الحبوب وبقاياها تترك أثرا في الفراش والأثاث وتنقل العدوى.
وقد يؤدي المرض إلى الوفاة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يشكون نقصا في المناعة.
لا وجود لعلاج خاص بالمرض
وأكّد الدكتور محجوب العوني أنّه لا وجود لعلاج خاص بالمرض، ويتمّ استخدام اللقاح الوقائي للجدري البشري، وهو ذو فاعلية كبيرة ضدّ جدري القردة نظرا لوجود قرابة جينية كبيرة بين الفيروسين، مشيرا إلى أنّ اللقاح له فاعلية كبيرة في علاج المرض.
استمع إلى المزيد من التفاصيل في مداخلة الدكتور محجوب العوني في برنامج ''أحلى صباح'':